الانقطاع عن العالم الخارجي والعزلة المجتمعية من القيود التي فرضتها جائحة كورونا على العالم أجمع، وانتشارها المتسارع أدى إلى تعرض الشعوب للعديد من الظروف الصادمة وتركت بصمات واضحة على كافة مناحي الحياة وتداعياتها طالت أيضًا المُجتمع المدرسيّ نتيجةً للإغلاقات المُستمرّة، مما أثّر في ذات الوقت على الجانبين النفسيّ والتعليميّ لدى الطلبة الذين تركوا مجبرين مقاعدهم الدراسية، مما أدى إلى حدوث اضطرابات وآثار نفسية متمثلة في حالة من القلق والخوف والملل وارتفاع معدلات الاكتئاب لديهم، في ظل إغلاق المدارس وتعطيل الدراسة فيها.
وقال الكاتب إسلام نمور في هذا السياق إن المشاكل النفسية التي تركتها جائحة كورونا شكلت قلقًا لدى الطلبة وخاصة بعد الانقطاع عن التعليم الوجاهي والتحول إلى التعليم عن بُعد فعدم ذهاب الطلبة إلى المدرسة أو الخروج من المنزل للعب وقضاء أوقات ممتعة مع الأصدقاء أدى إلى حدوث آثار سلبية وخيمة على قدراتهم المعرفية والإدراكية وعلى مشاعرهم، حيث عانى الكثير من عدم القدرة على التكيُّف مع الظروف الراهنة، فازدادت الضغوطات وبشكل خاص على الناحيتين النفسية والاجتماعية مما تركت هذه الأزمة صدمات نفسية لدى الطلبة، وامتدت هذه الآثار النفسية الوخيمة لمدة طويلة وتركت آثارًا سلبية على الصحة النفسية لهم دون معرفة إلى متى يمكن العودة إلى ما كانت عليه قبل كورونا.
أثر جائحة كورونا على الحالة النفسية للطلبة
لقد خلّفت جائحة فيروس كورونا آثار صحية ونفسية على العالم أجمع بطريقة كبيرة، وتسببت بعطل وشلل في مختلف مناحي الحياة لا سيما الحياة الاجتماعية، مما سبب آثار نفسية كبيرة نتيجة الحجر المنزلي الإلزامي وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى، وهذا ما يتعارض مع الطبيعة البشرية حيث الإنسان بطبعه كائن اجتماعي لا يعيش منعزلًا فَشَكل التباعد الاجتماعي قيدًا فُرض عليهم وترك أثرًا على السلوك النفسي لديهم، وعلى صعيد الطلبة فعدم تواجدهم على مقاعد الدراسة والتحول إلى التعليم عن بُعد نتج عنه حالة نفسية بالغة لدى فئة الطلبة مما سببت لهم حالة من القلق، والخوف، والضجر في ظل تعطيل الدراسة بالشكل المباشر وإن عدم ذهابهم للمدارس خلال فترة انتشار فيروس كورونا وعزل أنفسهم في غرفهم وقضاء ساعات طويلة متصلين بالإنترنت لمتابعة دروسهم أثّر بشكل كبير على الطلبة وحالتهم النفسية دون إكمال مهامهم الدراسية، وقد ترتب على ذلك العديد من الآثار النفسية لدى فئة الطلبة بمختلف المستويات وتمثلت في القلق والخوف والاكتئاب مما أدى ذلك إلى العديد من الأزمات والمشكلات النفسية، ومن بين هذه الاضطرابات نقص الانتباه وفرط النشاط، وأيضًا الوحدة النفسية والعزلة، واضطرابات النوم والأكل ومن الممكن أن تؤدي الاضطرابات النفسية التي يتم تشخيصها إلى أضرار كبيرة على صحة الطلبة وتعليمهم وعادة ما يشعرون بالاكتئاب أو أن لديهم اهتمامًا قليلًا بالقيام بالأنشطة مما سبّب بتراجع المستوى الدراسي لبعض الطلبة.
وهذه نبذة عن الكاتب إسلام نمور فهو كاتب أردني الجنسية، ولد في الرياض بالسعودية عام 1988، ثم انتقل إلى الأردن لينهي مسيرته الجامعية في جامعة الإسراء الأردنية عام 2011 ليحصل على درجة البكالوريوس في آداب اللغة الإنجليزية وعمل بعد ذلك مدرس في مدارس العاصمة الأردنية، قدم العديد من الإنجازات العلمية المهمة في مجال التعليم وبشكل خاص باللغة الإنجليزية من مؤلفات وبرامج تدريبية، بذل جهدًا كبيرًا لإحداث الفارق النوعي في تعلم اللغة الإنجليزية بطريقة عصرية وسلسة بعيدة عن التقليد ولقيت طريقته تفاعلًا كبيرًا من أوساط المنظومة التعليمية.